random
أخبار ساخنة

حمزة رزقي / ضياع ساخر

حمزة رزقي
الصفحة الرئيسية
يوم في الشارع، غرق في الوجود،

ونظراً لِلُغز الحَياةِ الّذي يَأبى أن يَتّضح مَرة أُخرى أَخَدتُ لِنفسي بِعُنف قِسطاً من الحُرية أَمشي، سَمِحتُ فيه لِقدمي بأن تَقودَني حَيثُ أرادَت وَحَيثُ تَبغي، فَكَكتُ القَيد عن عَقلي وفِكري، وقُلتُ له خُض فيما تَشَاء فَلن أحْبِسك اليَوم فَاجْرِي، مَنَحتُ خَواطري مِقود ذاتي ومَكّنتُها مِن قيادة كَياني، وَجِئتُني بِكُرسي نَظري فَوضعتُ فِيه نَفسي واستلقيتُ خَائِراً مُمَددا عليه أُرْسِي،

أخذتُ في تَأمُّلي، فَسَافَرت بي ذاتي وَجَرَت بي حَيثُ لم أكُن أَدري، قَطَعتُ مَسَافاتٍ مَديدة وَطُرُق وأنا مَا ِزِلتُ في سَهوي، حَدّثتُ بَشرًا كُثرًا وكُنتُ فِيهم أَعوي، رُبّما كُنت أُغَني لَهم هذا ما كنتُ أعني، داعَبثُ قِططً في طريقي، أَطلقتُ صَرخةً في مكان ما لم أَعُد أدري، إِبتَسمتُ لِجِدار مَرّ أمَامي وَدَعوتُهُ للعَشاء معي، وأيضاً أَهداني طائر مِسكينٌ كَعكةً مِن مُؤخّرتِه فَشكَرتُه، وَاعتَرَضني حَبلٌ سَميكٌ غليظ طريقي فَعاتبتُه، ثُمّ رُبما بَصَقتُ عَليه وغَاضَبتُه،

إِحْتَجّت الأَرضُ مَرّة عَليّ فَقالت هييه أُنظُر أمامك يا غُلام إِنّك تَطأُوني، إِرفَع قَدمَك مِني وأغرُب عني، أو أُنظُر للسَماء فهي للطيُور تُغني، غَضِبتُ وَزَفِرت، رَمَيتُ نَفسي في عُشب رَطب فَوخزتني شُوكة، فَقَالت لِإيجَارِ الإستِلقاء فَقط أَدْعُوكَ، قَلّبتُ في جَيبي أَدفَعُ الإيجار فَلم أجد دِرهما، وانتَشلتُ نَفسي من العُشب مُرغَما، ورَمقتُ ذُبابَة في الحالي تَطير، فَقُلتُ خَالتي خَالَتي، هَل لي مَعَك مِن مَسير، فَقالت إلى الخَراء نَعم، نَعم، هَيّا إِرفع جَناحَك وَدَعْكَ معي تَسير، قُلتُ الخَرَاءُ في فِكري، هُبّي إلى عَقلي تَجدين مِنهُ صُنوفا، بَل أَشكَالاً وَرُفوفا، قالت ذاك لَيْسَ مِن طَعَامي، بَل هو لإبن آدم لَهُ فيه مَعاني،

قَبِضتُ عَلَى رَأْسي فَاقْتَلعتُ قَمْلَة، فَتَحتُ أُذُنَها وَهَمِستُ لَها بِخَفاءٍ إِنّي إِلَى الحَلاّق مَاشٍ، قَالَتْ والله مَا تَفْعل فَنَحنُ هُنا باقون ولِقُدسِنا حَافِظُون، صَرَختُ، بَكَيتُ، مَشَيتُ، أوقَفتُ سَيارَة، في الحَال، أَعْطيني سِيجَارة، أَعطيني سِيجَارة؟، أَخَدتُها وَسِرتُ بها إلى حَيثُ لَم أَعُد، إِشتَعَلتِ النّيران، وَسَمِعتُ المَطافِئُ تَصِيح،

قَالو إني رَأسي إنفَجر، تَبا لكم لَقد كُنتُ مَعَكُم ورَأَيتُه حِين إنفَجر، قالوا، وبك غَذَر ،

قُلتُ لا،! لا،! فَقَط غَااادَر فَقَط غَااادَر .
بقلم حمزة رزقي

author-img
حمزة رزقي

تعليقات

تعليق واحد
إرسال تعليق
google-playkhamsatmostaqltradent