random
أخبار ساخنة

حمزة رزقي / حكايات تمازيرت

حمزة رزقي
الصفحة الرئيسية
أكثر من 27 يوم وانا أتسكع بين أدغال تمازيرت أستنطق الأحجار وأكلم الأشجار عن روح فرت مني لعلي أجدها في مكان ما مخبئة. زرت أحباب كثر و التقيت أصدقاء أجلاء جمعتني بهم لحضات غابرة مند زمن غابر لم يعد ليوجد أو يكون مرة أخرى.
ودعت الافتراض بعض الوقت و انصهرت في جو البلد كإبن تربى بين جنبات ضلوعه يعول بصمت مطبق، تغيرت بعض ملامحي عن تلقاء ملائمة للمكان الذي انا به، صرت أردد الأمازيغية بطلاقة مفعمة وبت أخضع لقوانين تلك الأرض بلا أن أشعر.
ركبت الأتان و أحضرت الماء من غيابات الجب ورعيت الغنم بعصى طويلة لا تفارقني البتة ربما.  ذقت الهندية حتى إكتفيت وغمست خبز تفرنوت في زيت الأركان في جلسة شاي لها طعم خاص، مرة في البيت ومرة اسفل إحدى الأشجار.
تذوقت طعم السناجب ورأيت كيف تصطاد وأروني كيف تطهى . ركضنا خلف الحلوف مرارا بالعصي والأحجار نطردها من أطراف البيوت وصحبنا رجال منا ببنادق أعالي الجبال الشاهقة يصطادون الأرانب والحجل ويغتالون الحلوف باستمتاع منقطع النظير، ومنهم من يوقع الحلوف جثة هامدة على الأرض ويقطع أطرافه الخلفية لشيئ لا أعلمه.
رأيت أن الإيمان هناك ضعيف والشعوذة قاتمة والفقهاء أضلاء. رأيت أن المثقفين صاروا أشد غنى بعد أن ركبوا على جهل أهل بلدتهم و استغلوه بمكر خبيث.
رأيت أن النساء أغلبهم عشيرات إبليس والرجال شياهم باللسان والبنات همهم الزواج والموقورون ضعفاء ، عشت خرافات مضحكة بعضهم صارت له إيمان راسخا يأبى الاندثار.  رأيت ورأيت وما زلت أرى بشوق وغرابة.
رأيت أن الموت هناك يجول والأفاعي تنام جنب الصبيان والعقارب تزين الحيطان. رأيت غرفة قالو أني بها ولدت وبها أطلقت اول صيحة أعول وذهبوا بي إلى امرأة بطول طفلة قالوا أنها جدة لي عندها معروف . جدة كونها قطعت حبلي السري كما جاء وانا ادعوها بالاسم ذاك شكرا وامتنان بلا أن أنزعج أو أثور.
اكتشفت أنها نفسها من قطعت حبل سرة أبي  وأيضا جل أعمامي. ربما في مقصها ذاك شيئ غريب يورث الفقر فلو تعددت الجدات ما صارت جل العائلة تشبهني في الفاقة وقلة الحيل، فماذا في مقصك يا جدة! هكذا فسرت الأمر
أدركت هناك وانت تسير على الطريق أن العيون الناظرة إليك أعلى الثلال وأسفل الأشجار بمثابة سهام تخرقك حتى تصاب بالتعثر بلا أن تريد. عيون تراقب جل الأفعال وتدرك كل جديد بين جنباتها يحوم. تجسس مريع وحضية مميتة لا تطاق، قد تفلح الدولة إن وظفت هؤلاء في جهاز الاستخبار فلا شيئ عن عيونهم يغفل.
لم أخرج باستنتاج مفصل من تجربتي هاته سوى اني أستطيع  نسج أغرب حكاية في هذا البلد........
بقلم حمزة رزقي

author-img
حمزة رزقي

تعليقات

ليست هناك تعليقات
إرسال تعليق
    google-playkhamsatmostaqltradent