random
أخبار ساخنة

حمزة رزقي / قصة رعب مغربية

حمزة رزقي
الصفحة الرئيسية

 قصة رعب مغربية 

قصة رعب



في فراغِ يوم حالك صارت بي خُطَاي إلى مقبرة قديمة عند آخر المدينة، فتحت بابها وانسللت بين قبورها غارقا في ذاتي مُتقوقِعاً داخل كياني، والهدوء يُخَيِّمُ المكان من حولي ناطقا خُطب الصمت بيني وبين وَيْلي، وبعد لحظة ما من الزمان وجدت نفسي قُبَالةَ قبر مهجور غارق في القدم، تجرأت إِتيانه، تأملت صُورَتهُ وجَردتُ معانيه، محاولا مني إستشعار تفاصيله وإدراك أدق أخباره ومآليه، وبينما أنا هكذا مسافرا بين خواطري مأخوذ بصورة القبر أمامي إذا بالسماء تُلقي بصاعقة سَمعاء مُدوِّيَة نُثِرَ لها الغُبار أمامي وَشُقّٓت لها الأرض تحتي، أُخِدتُ بِرأسي ورُمِيتُ في قعر عميق غاية في البُعد ، قعر أشبه ما يكون بثُقب زمني تلتقي فيه الحضارات والأجيال بشيئ يجمعها من الحب والأهوال، قُذِفتُ أرضا على فراش كان بحجم موضِعي، طُرِحت في حُجر مَسدود به نور خافِت لا أدري منبعه أو مَشقّه، وفي الحُجْرِ ذاك إِنْفَلَقَ ضوء آخر خافت على وجه هيكل متناثر العِظام، رُجَّ كياني للمنظر وارتعش له واقعي حد الحُمق والجنون، بَلَعتُ ريقي ممزوجا برعب فظيع كاد يُهْرِب أَنفاسي وَيَقْذِف بقلبي خارج أسوار صدري، حاولت جاهِدا أن أُخمِد شيئاً ما من بؤرة أَفكاري ، وأَضْبِط رَقْعَ قلبي بشئ ما من الحكمة والصبر والإتزان، طقطق الهيكل أمامي وعِظامه الرّميمة تلتحم ببعضها تجاهي راسمة كيانا إِتّخد صورة بنت الحسين حولي، إنفجر صوتي مُنفِذاً صَرخة مُميتة هَشَّمت لَحمي وَشحمي، وقذف جِسميَ الأَوسط ماءا غليلا بين رِجلي إِنْسَلَّ بين مجاري ثِيابي وأَسمالي ، وأتى قلبي قفزاً حُطِّمَ له صدري وَهُشِّمَ له كياني، وأفرغت مَعدتي ما كان راكِدًا في جوف بطني طاردة إِيَياه من ثُقبي، وبِنت الحسين مُكَشّرةُ الأَنياب أمامي، ساخِرة مني بأَعْتَى الأصوات في وجهي، وأنا في الصراخ هناك أجري وأَجْري وهي في السخرية مِني تَغْلي وتَغْلي، قلت: بالله عليك من تكوني ومن أي أرض أنتِ جئتي،؟ قالت أُصْمُت حبيبي فاليوم يوم عرسي وأنت أفضل عُرسي، قلت البُعْدُ منك ومنك بُعدي، أطلقيني إلى حالي أَمشي، فو الله ما بنت الحسين بِجِنّيةٍ تُغشي، ولا بصوت يُفزع القلب وَيُنسي . لَأَنّكِ تدمي وتدمي وما أنا بحبيبك يوما يا ويلك مالك تهدي وتهدي، إرجعي إلى حالك وأترُكيني أَجُفُّ ماء بولي من ثوبي ونعلي ، أغربي عن وجهي قبل أن أُذاب وأُغمي، وأُغمي..
بنت الحسين وحش يدمي يدمي. ما أنا بزوجها وما هي بزوجتي أعني و أعني...





بقلم حمزة رزقي
author-img
حمزة رزقي

تعليقات

ليست هناك تعليقات
إرسال تعليق
    google-playkhamsatmostaqltradent