تتنوع الرسائل بتنوع موضوعاتها ولكل واحد موضوع يخصه في رسالته ، كتب المحبون والعشاق بحور من أشعار الشوق والحنين وخط العاشقون ملايين من رسائل الحب والغرام لأحبائهم يتبادلون فيها حلو الكلام ويغني فيها طرف واحد منهم بمحاسن طرف الاخر أو هم معا . وهنا في هذه الرسالة أمر أخر مغاير تماما، رسالة حب لم تعد تعبر عن أي حب حيث أنها باثت رسالة فراق، رسالة وجع ، رسالة وداع ونهاية ، رسالة فراق وعتاب عنوانها : رسالة فراق الى حبيبتي الأولى .
![]() |
رسالة فراق إلى الحبيب |
رسالة فراق الى حبيبتي الأولى
فراقك قاسٍ على القلب لكنّه جيِّد ، جيد لأنه فتَح عيني على الواقع ، مُنذ فراقكِ بِتُّ أرى كثير من الأشياء حولي،
قُربك وتعلقي بك كان دائما خِرقة على عيني لا تَدعُني أُبصِر الأشياء الجميلة غَيركِ .
فِراقُك يا من كنت حبيبتي جعلني أُبصِرُ الجمال من جديد ، مُند أن افترقنا ولِتفتَرِق بِك ذاكرتي أيضا وأنا أُشفِي نَفسي مِنك بقولة واحدة أرددها: " يوجد منها الألآف" لا تتَعلّق !
نعم يوجدُ مِنكِ الملايين، كما أنّهُ ليسَ مَعقولاً أن أُداوِمَ أنا التفكير فِيكِ لِوحدي فقط لأننا عَشِقنا يوماً بعض أقوى عشق ، وعشنا معاً قصة حب ، بما أنك اخترتِ الإبتعاد والفراق ! فلستُ مسؤولاً البتة عن ألآم الشّوقِ المُستقبلية الّتي حتما سَتُصيبك، ولستُ مُرغما على حَملِ ذِكراك في رأسي دوما بعد ان افترقنا!
فل ترافِقكِ السّلامة ان ذهبت .
إن سِنين عُمري غالية لدي ، غاليةٌ جدا وليسَ من العدل أن أُفنِي مزيداً منها للتفكير بكِ وأنتِ بوجهكِ عني صادّة وراحِلة ، تَكفيني السنين التي مرّت والتي أضعتُها وأنا أتَخيّلُ عَودتَكِ وأنتِ بَعيدة ،نعم حضُورك كان دائما في عقلي غير أنه لم يكن إلا سرابا وخيال، أمّا حقيقةً ،! فأنتِ لم تجيبي ولو على رسالة واحدة أنا أرسلتها لكِ اشتياقا، كم هي عدد رسائل الحب والاشتياق التي أنا كتبتها اليك؟
الحقيقة المرة أنه تَكفيني الأمآل التّي رسَمتُها في رأسي معك ولم تتَحقّق، نَفسي لا تَستسيغ الأمر وضميري لم يعُد يَقبلُ هاتِهِ الأفعال وهاذا البرود منك، ف لِحياتي معنى أقوى وأكبرُ تشتهيه ، صدقيني ،
كل وتر داخلي يصيحُ بأعلى صوت لديه؛ أترُكها فهي لاتُقدّر معنى لِلحُب ، أُترُكها وعِش عُمرك فلن يتكرّر ، تعايش مع الفراق وملئ وقتك بغيرها وبكل شيئ جميل ينسيك إياها،
دَعها تتخبّط في نجاحات الدُّنيا ومناصِبها فهي في الآخير خاسِرة ومِسكينة، خاسرة لأنها حرَمت نفسها تذوّق أحلى شُعور يُمكن ان تَعيشَه أُنثى في هذهِ الحياة ، ومِسكينة لأنها اغترت بنفسها ،
ففي الآخير حِينَ تَصحُوا وتَستفِيق ستُصيبُها لَعنة الخسارة، ستصيبها لعنة الفُقدِ والضّياع، فَقدُ أنّها تَركَت من قدّم لها شعور الحب بكل صِدق وإخلاص يضيعُ من بين يَدَيها بكل سهولة، وكما هو مُتَوارت أن الأشياء الغالية لا تظهر قيمتها إلاّ حِين تَرحل وتَغيب، وحين تغيب الأشياء الغالية فهي لا تعود، وإلا لما كانت غالية أبدا.
يا من كنت حبيبتي، لستُ مُتأسفا قط عَن الذي فَات، ولستُ مُنزعجا أبدا أني حَمِلتُك في عقلي كُلّ هاتهِ السّنين، وأنّ عشقكِ قيد نجاحاتي وبدّد خُططي، مادُمتُ أنّي كُنتُ صَادِقا نَحوك في حبي فلا يُهمني لِما أَحببتُك ولِما لم أنجح وأحقِّق ما أُريد ،
يكفيني أنّي كنتُ شجاع في تَقديس شعور الحب ومنحته أولوية قصوى على الاشياءِ الأُخرى ، وليس كما فعلت أنت ،
صحيح أنّي أجدُ صعوبة اليوم في إيجاد حب جديد يناسبني، وأنّ السّحر الذي كُنتِ تمتازين به أنتِ كفتاةٍ ليس في الأُخريَات أبدا ، ورُغم أني أعرف منهن الكثير، جَميلاتٍ أَكثر منك ورَائعاتٍ تمَاماً ! فصِدقاً لَم أقدر أن أعيش ولو شُعورا واحد مع إحداهُنّ كالذي عِشتُه مَعك ،
لَكِن رغم ذلك لا تَفرحي فأنا جازِمٌ تماما أن لا أُعود اليك ، وأن أقطَع وصل الحب بِك للأبد ، لَن أُواجِهك بالكُره ولن أكون بليداً وأُقَاتِل كما في الأفلام والمُسلسَلات للفوز بِك، لن ألاحقك البتة، وَلَّيتُك ظهري ومَحوتُك من ذاكرتي للأبد ، إن مسألة ذكراسمك وتفكيري فيك خمسُ سنوات كاملة ليس شيئ هين بالنسبة لِي ، هو عُمر مديد كانَت لي فيه أحلام وآمال تَخصّني، كُنت سَألحقُها حتما لو لم يُصَب قلبي بِسهم عِشقك وحُبّك ، لكنك استنزفتني..وأنا لا ألقي بشكواي عليك أبدا..أنا أقوى بما فيه الكفاية وقادر حتما عن التأقلم من جديد بعد الفراق، بل اني سعيد أني تصرفت بكل حب وقوة وصراحة ولم أنكسر .
غرامُك ثمين أَعرف ، لَكن لن يكون ثمين لدى أحد آخرغيري، فعَيني ليست عينُ الآخر، وقلبي ليسَ قلبَ الآخر، وإحترامي ليس إحترام الآخر . سأنهي فكرة أن تكون هنالك رسائل حب وشوق جديدة اليك في المستقبل، وأختم الأمر بالقطع والوداع وفراق للأبد، ولن تجدي مني مرة أخرى الا رسائل الصمت الفارغة فقط.
إن لم تُقدّري أفعَالي وإقدامَاتي كلّ هاتهِ السنين التي مرت! فأنا حتما أحمقُ وغبي لأَني اقتطعتُها من عمري لأجلك .
وتذكري أن للحياة كلمات ورسائل أخرى باقية ....وأني صلب رغم أن حبك احتل كياني معظم الوقت ، فل نمنح فرصة أخرى للصادقين ونرى كيف سيكون الأمر مرة أخرى.
وداعا..